السبت، 25 أكتوبر 2008

لماذا؟

أعرف أن موضوع التدخين مستنزف جدا، وأضراره مسلمات واضحة للجميع، وعلى الرغم من استنزاف هذا الموضوع أرغب في الحديث عنه لأجل أنفي الذي ينزف دما بسبب الدخان البسيط المنبعث من أفواه وأنوف مدخنين محترمين أتقدم لهم بجزيل الشكر لأنهم لم يدخنوا بالقرب مني... (ولكن بقايا دخانهم كفيل بضرري).











هنالك تساؤلات كثيرة طبخت في عقلي وأكل عليها الدهر وشرب ولست متأكد من الاجوبة التي توصلت اليها.











أبدأ بالسؤال الأهم ...لماذا يدخن المدخن ؟ فالنكن أكثر دقة لماذا بدأ فلان بالتدخين ؟ والإجابات التي دارت في ذهني (قصو عليه يوم صغير- شكل الزقارة حلو-كشخة - الواحد يصير هيبة - أبوه يدخن فقلده - ((مشاكل-هموم-ضغوط العمل-حب)) الإجابات الأخيرة تضحكني لانها شائعة جدا.









بغض النظر عن الاسباب التي دفعت فلان الى التدخين، فقد ارتكب حماقة كبيرة عندما بدء بإشعال سيجارته الأولى، وقد تكون أكبر حماقة قد يرتكبها المرء في حياته لأنه بدأ بالمقامرة في صحته وصحة من حوله.

سؤال آخر... نعم أنت حر يا فلان فالتفعل ما تشاء ابدأ بالتدخين فهذا شأنك. ولكن هل سيدخن بمفرده وبمعزل عن الآخرين؟ إذا كانت الإجابة نعم فشكرا جزيلا ونتمنى له الإقلاع السريع وإذا لم يقلع نتمنى أن يستمتع بما هو فاعل ونشكره على مراعاة الآخرين.اما إذا كانت الإجابة لا فبأي حق يفرض تلك السموم على الآخرين ؟

عندما كنت طالبا في الجامعة استمعت الى اختصاصية نفسية من قسم علم النفس وهي توضح أضرار التدخين لصديقي المدخن ومن تلك الأضرار ما أبهرني.. فقد علمت منها أن الشخص المدخن قد يتسبب بمرض السرطان لأبنائه الذين سوف يولدون في وقت لاحق ... لا أعرف مدى صحة هذا الكلام ولكنه مريع و إذا صحت هذه المعلمومة وعلم المدخن بتلك المضار ولم يقلع فسوف يكون بذلك شخص أناني جدا (إلا إذا قرر الإنعزال وعدم الزواج والإنجاب).

وكذلك قال لي صديقي (شخص مدخن) وهو قريب لي كان يدرس الطب في ايرلندا قال إذا جاءت ورقة الإخبتار ووضع سؤال عن مرض محدد وطلب توضيح أسباب المرض يمكنك أن تضع التدخين سببا من الأسباب لأي مرض يخطر على ذهنك وسوف تحصل على جزء من درجة السؤال

أي أن التدخين يساعد على الإصابة بعدد هائل من الأمراض. (وعلى الرغم من ذلك صديقي الطبيب لم يقلع عن التدخين)

أعود مرة أخرى إلى الجانب الاجتماعي من عادة التدخين وأنا متأكد تماما من أن ما أدونه في هذا الشأن ليس غريبا أبدا عليكم فالكثير يرى ما أراه بشكل يومي أثناء العمل من أمور تثير الضحك مع أنني اشعر بالغضب عندما أشهدها ... فنجد الكثير من الموظفين والمراجعين الذين يشكل المدخنون غالبيتهم لا يأبهون بقانون منع التدخين و لا يأبهون بغير المدخنين ولا يأبهون بذوي الأمراض المزمنة ولا يأبهون بأحد إطلاقا... لماذا؟

ولكن قد اتضح لي أن هؤلاء المدخنين ليسوا بهذا السوء والكثير منهم يراعي ويسارع بإطفاء سيجارته فور أن تطلب منه ذلك، ولكن العرف هو السيء، فقد تعود المدخن التدخين في جميع الأماكن على مر السينين حتى أصبحت هذه الظاهرة شيئا طبيعيا، وأصبح التدخين في جميع الأماكن هو الأصل ومنعه هو الاستثناء، حتى أن المرأ يشعر بالحرج عندما يطلب من المدخن أن يطفئ سيجارته مع العلم أن التدخين ممنوع ويافطات منعه تملأ المكان.

الجميع يعرف أن الدولة وهي المؤسسة الأم تكافح التدخين، والجميع يعلم أن هنالك قانون يحظر التدخين في جميع مؤسسات الدولة ولكن القانون ليس إلا كيان معنوي لا أهمية له في الدولة والعرف أو العادات هي التي تحكم وتسطو على سلوكيات المجتمع..لماذا ؟
((من المضحك أن مجلس الأمة مليئ بالدخان وهو المكان الذي تصدر منه القوانين ومنها قانون منع التدخين في الأماكن العامة))





((تميل منظمات الصحة في الفترة الأخيرة الى فرض وضع شركات التبغ صور لأشخاص أصابتهم تشوهات في الوجه والحنجرة وغيرها على علب التبغ ويمكنك عزيزي القارئ أن تطلع على تلك الصور في الغوغل لأنها قد تكون مقززة للبعض ولذلك قررت أن أضع صورا أكثر ظرفا منها))



العالم المائي



أسكن في بيت، وبيتي في منطقة اليرموك، واليرموك تقع في الكويت، والكويت في الخليج العربي، والخليج في قارة آسيا، وآسيا في الكرة الأرضية، والكرة الأرضية في المجموعة الشمسية، والمجموعة الشمسية في الفضاء...الخ. أو الى ما لا أستطيع الحديث عنه، فمعرفة الإنسان بالكون محدودة جدا.

لا داعي للإبحار إلى العوالم البعيدة، فليس هذا ما أردت التحدث عنه. لنر الأوساط الثلاثة التي تحيط بنا. فلدينا السماء بأحيائها المختلطة بالطيور، واليابسة التي نعيش عليها مع الحيوان والنبات والكائنات الأخرى، وأخيرا لدينا الماء الذي يشكل بحد ذاته عالم آخر مليء بالعجائب والغرائب.


ينقسم العالم المائي إلي قسمين، قسم تكون مياهه مالحة ويتمثل في البحار. وقسم مياهه نقية غير مالحة ويتمثل في الأنهار. يحتوي عالم الأنهار على مخلوقات كثيرة ومتنوعة. ولكن عالم البحار أغنى في التنوع والكثرة. وذلك لأن البحر يغطي غالبية الكرة الأرضية.

طالما تمنيت الغوص في أعماق هذه المياه، سواء كانت بحرا أو نهرا، للتعرف على أحياء هذا العالم المختلفة. ولكن الفرصة لم تسنح لي بعد، ولحسن حظي فقد استطعت أن ألتمس جماليات هذا العالم من خلال التفرج على مخلوقاته في التلفاز أو في البيئة المشيدة له، والمتمثلة في أحواض السمك. فبدلا من الغوص في البحار قمت بأخذ جولة أطوف من خلالها متأملا أحواض الأسماك ابتداءا من بيتنا، ومرورت على بيوت بعض الأقارب، حتى الجمعيات التعاونية. وقد التقطت مجموعة لا بأس بها من الصور للأسماك النهرية بمختلف أنواعها، وقد وفر علي هذا عملية التدريب على التصوير تحت الماء.
عند التأمل بهذه المخلوقات الجميلة يشعر المرأ بالإرتياح، فعلى الرغم من وجودها في أحواض اصطناعية، فهي تحتفض بسمات الطبيعة إلى أقصى الحدود. قد لا أنجح في التعبير عن ما أشعر به تجاه هذه الأمور، ولكن يمكن للقاريء أن يفهم مقصدي بمجرد النظر إلى صورة الطفل المنذهل المنعكسة بشكل جميل على حوض السمك.