الثلاثاء، 14 أكتوبر 2008

كل حديث موسيقى ولكن ليست كل موسيقى حديث

الكلام هو عبارة عن أحرف والأحرف هي عبارة عن رموز تعبر عن أصوات معينة، وبتركيب تلك الأحرف نحصل على كلمات تم الاتفاق على معانيها بين البشر. وبما أن أساس الكلمة أحرف والأحرف هي رموز صوتية إذا فالكلمة هي مركب صوتي دال على معن وبالتالي فإن الكلمات والحروف هي أصوات مركبة للدلالة على المعاني.

عندما نتحدث فإننا نصدر أصواتا لأننا نتفوه بكلمات، وقد تروق تلك الأصوات لأناس ولا تروق لأناس، وذلك من جانبين، الجانب الأول هو الجانب الخاص بمعاني تلك الكلمات التي نتفوه بها، أما الجانب الآخر وهو الذي يعنينا فهو النغمات الموسيقية وإيقاعاتها التي نقوم بتوظيفها لنقل الأحرف والكلمات بطريقة ما الى المستمع.

ولذلك نجد في الوسط الإعلامي على سبيل المثال مذيع جيد وآخر سيء مع العلم بأن المادة المقروءة من مذيع وآخر واحدة ولكن الاختلاف يكمن في طريقة إلقاء المذيع(موسيقى المذيع) خامة الصوت والسرعة في الإلقاء (سريع-بطيء-متوسط) وانسجام إيقاعات الحروف بالاضافة الى التنوع في درجات الصوت عند الحديث)

من خلال الفقرة السابقة اتضح أن التحليل الذي أجريناه على الكلام تحليل موسيقي، ولكن هل يمكن أن نقوم بتحليل قطعة موسيقية تحليلا لغوي؟

سوف نستخدم اللغة كوسيلة لتحليل العمل الموسيقي وليس كمعيار يحدد جودته أو رداءته، كما أنه لا تكون اللغة هي العنصر الذي يخضع للفحص من قبل المحلل بل الانطباعات التي يتركها العمل الموسيقي هي التي تساعد في وصف العمل الموسيقي حيث أن الأصوات الموسيقية هي عبارة عن منبع للأحاسيس المختلفة وتحاول اللغة وصف تلك الأحاسيس النابعة من العامل الموسيقي من جهة ووصف طريقة تنسيق الأصوات فيه من جهة أخرة.

وإذا أردنا أن نحلل مقطوعة بسيطة مثل دق الجرس على سبيل المثال لا يمكن أن نقول أنها مقطوعة جميلة لأن المؤلف استخدم البلاغة بشكل جيد، ولا يمكن أن نقول أن لدى المؤلف أخطاء نحوية أو إملائية ولكن يمكن أن نقول إن المؤلف وفق في استخدام البساطة في التلحين واختيار نغمات منسجمة في تردد بسيط ومتناسق يضفي على المقطوعة طابع جميل ... ولذلك نحن نقول كل حديث موسيقى ولكن ليست كل موسيقى حديث، لأن العمل الموسيقي لا يحتوي على كلمات بل تكون محتوياته عبارة عن أصوات متناغمة تترك للمستمع الحكم عليها حسب ذوقه الخاص.